وسط تصاعد الأزمة في السودان، تتوالى التقارير التي تكشف عن تدخلات دولية في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين، حيث لم تقتصر هذه التدخلات على الدعم العسكري والإمدادات، بل شملت أيضًا إرسال مقاتلين وخبراء إلى الأرض السودانية.
أوكرانيا في قلب الصراع السوداني
برزت أوكرانيا كأحد اللاعبين الفاعلين في المشهد السوداني، إذ أظهرت بعض التصريحات الرسمية دعمها لقوات الدعم السريع، ما أثار تساؤلات حول غياب رد حكومي سوداني واضح على هذه التجاوزات.
في لقاء صحفي مع “العربي الجديد” في 18 فبراير 2025، صرح مكسيم صبح، الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن بعض الأوكرانيين يقاتلون كمرتزقة في صفوف الدعم السريع، خاصة في المجالات التقنية مثل تشغيل الطائرات المسيرة.
أدلة متزايدة على الدعم الأوكراني
كشفت القوات المسلحة السودانية، خلال تقدمها الميداني، عن مستودعات أسلحة تحمل شعارات أوكرانية، كما عُثر على جثة مقاتل أوكراني في ود مدني بعد تحريرها من قبل الجيش السوداني، مما يعزز الروايات حول إرسال أوكرانيا للمقاتلين والطائرات بدون طيار لدعم الدعم السريع.
في 7 يناير 2025، أكد إيليا يفلاش، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، أن مدربين أوكرانيين شاركوا في تدريب قوات الدعم السريع على حرب المدن بدعوة من محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهو ما أكده لاحقًا عمران سليمان، مستشار حميدتي، الذي وصف أوكرانيا بـ**”الصديق للشعب السوداني”**.
الربط بين التدخل الأوكراني والصراع الروسي الغربي
يرى المحلل السوداني محمد عبد الغني، وفقًا لصحيفة “مصراوي”، أن أوكرانيا تدعم قوات الدعم السريع في السودان كمحاولة لإضعاف النفوذ الروسي، الذي يدعم الجيش السوداني.
وأشار إلى أن أوكرانيا، المثقلة بالديون الغربية بسبب الحرب مع روسيا، أصبحت أداة في يد القوى الغربية، حيث تستخدمها الولايات المتحدة وأوروبا في الصراعات الإفريقية عبر إرسال المرتزقة والمتخصصين العسكريين.
إسقاط طائرات وإشارات لتصعيد عسكري خطير
أفاد تقرير لوكالة “رويترز” أن قوات الدعم السريع شغّلت طائرات مسيرة جديدة من نيالا، حيث تم استخدامها لقصف أهداف مدنية في الفاشر، بما في ذلك آخر مستشفى كبير في المدينة.
وأكدت مصادر عسكرية أن إسقاط طائرة تابعة للجيش السوداني في نيالا يعكس تطور قدرات الدعم السريع في مجال الدفاع الجوي، ما أثار تساؤلات حول مصدر هذه التكنولوجيا المتطورة.
دور فرنسي وتشادي في دعم الدعم السريع
تشير تقارير استخباراتية إلى أنه بعد انسحاب الجيش الفرنسي من تشاد، تم إرسال القوات الأوكرانية المرافقة له لدعم قوات الدعم السريع.
ووفقًا لنفس المصادر، استخدمت قوات الدعم السريع منظومات دفاع جوي حديثة وأسقطت طائرتين في نيالا وأم درمان، وهو ما يعزز المزاعم حول حصول الميليشيا على دعم عسكري أجنبي متقدم.
منظمة العفو الدولية: تسليح إماراتي وفرنسي للدعم السريع
اتهمت منظمة العفو الدولية كلًا من الإمارات وفرنسا بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة والتكنولوجيا العسكرية الحديثة، حيث يتم تهريب المعدات إلى السودان عبر الحدود التشادية، ما يعكس تعقيد الصراع السوداني وتحوله إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية.
أسئلة تنتظر إجابة من الحكومة السودانية
في ظل هذه التطورات، يطالب الرأي العام السوداني حكومة بورتسودان بتوضيح موقفها الرسمي من التدخل الأوكراني، حيث يرى محللون أن غياب الرد الحاسم يشجع القوى الخارجية على التدخل بشكل أعمق في الشأن السوداني.
اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب