يشهد السودان مرحلة انتقالية حساسة في ظل الجهود الرامية إلى إعادة تشكيل الحكومة وتعزيز الاستقرار بعد الحرب المستمرة، حيث تتجه الأنظار نحو تعيين رئيس وزراء جديد يقود البلاد خلال الفترة المقبلة.
رئيس وزراء مستقل.. بعيد عن الأحزاب والتكتلات السياسية
أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام للجيش، الفريق إبراهيم جابر، أن السودان سيعلن قريبًا عن رئيس وزراء جديد، مشددًا على أنه سيكون مستقلًا عن أي حزب أو تنظيم سياسي، وسيتولى تشكيل حكومة من كفاءات مدنية دون تدخل خارجي.
وأوضح جابر أن هذه الخطوة تأتي في إطار التعديلات الدستورية الأخيرة، التي منحت رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان صلاحية تعيين وإعفاء رئيس الوزراء بناءً على توصية من السلطة التشريعية، وهي تعديلات أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية.
تعديلات دستورية وإصلاحات اقتصادية لاستقطاب الاستثمارات
وأشار جابر إلى أن التعديلات الدستورية شملت أيضًا قانون الاستثمار لعام 2021، بهدف تقليل الإجراءات البيروقراطية التي كانت تعيق تدفق الاستثمارات الأجنبية والمحلية، موضحًا أن السودان سيتجه إلى جذب المستثمرين في مختلف القطاعات بمجرد انتهاء الحرب.
وكان الفريق البرهان قد أعلن في وقت سابق عزمه تعيين رئيس وزراء جديد لقيادة حكومة مدنية تضم القوى العسكرية والسياسية التي دعمت الجيش خلال النزاع مع قوات الدعم السريع، وذلك في خطوة تُعيد ترتيب المشهد السياسي في البلاد.
الوضع العسكري.. الجيش يتقدم والحسم يقترب
على الصعيد العسكري، أكد جابر أن الأوضاع الميدانية مطمئنة، مشيرًا إلى أن الجيش، بمساندة القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمُستنفرين، قد ألحق هزائم متتالية بقوات الدعم السريع، متوقعًا حسم المعركة قريبًا لصالح الجيش، مما سيمكن السودان من بدء عمليات الإعمار والتنمية.
قرار تغيير العملة.. خطوة لمكافحة النهب والتمويل المشبوه
وفي خطوة اقتصادية مفاجئة، أعلن جابر أن قرار تغيير العملة السودانية جاء استجابة لعمليات النهب الواسعة التي تعرضت لها البنوك والشركات وأموال المواطنين خلال الحرب.
وأشار إلى أن الاعتماد على التطبيقات البنكية الإلكترونية بديلًا عن العملة الورقية ساعد في تعزيز الشفافية المالية ومنح الدولة القدرة على تتبع حركة الأموال، مما ساهم في منع تمويل تجارة السلاح، والحد من تزييف العملة.
وأضاف أن هذه التطبيقات أعادت السيولة النقدية إلى البنوك بعد موجة النهب التي طالت العديد من الولايات، فضلًا عن دعم إعادة انتشار البنوك وربطها شبكيًا بمناطق الإنتاج.
