كوستي – (نافذة السودان)
تصاعدت أزمة تفشي الكوليرا في مدينة كوستي بصورة مقلقة، حيث ارتفع عدد الحالات إلى أكثر من 800 مصاب، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية تهدد حياة المئات. وأفادت منظمة أطباء بلا حدود أن العشرات لقوا حتفهم، فيما لا يزال المرضى يتوافدون بأعداد كبيرة على مركز علاج الكوليرا التابع لوزارة الصحة بمستشفى كوستي التعليمي.
ووفقًا للتقارير، فقد شهدت ليلة الأربعاء تحولًا خطيرًا عندما وصل 100 مريض دفعة واحدة إلى المركز، ليرتفع العدد إلى أكثر من 800 بحلول ظهر الجمعة. ومع استمرار هذا التدفق الهائل، باتت فرق الطوارئ عاجزة عن تسجيل جميع الحالات بدقة.
مستشفى كوستي يعاني من الانهيار
مع امتلاء مركز علاج الكوليرا بالكامل، اضطرت الفرق الطبية إلى استخدام أقسام الطوارئ المخصصة للبالغين والأطفال لاستيعاب المرضى. لكن مع تزايد الحالات الحرجة، نفدت الأسرة، وأصبح المرضى يُعالجون على الأرض وفي مناطق مفتوحة.
وأكدت المنظمة أن الإمدادات الطبية على وشك النفاد، ما يهدد بارتفاع أعداد الوفيات، خاصة مع الإجهاد المتزايد الذي يعاني منه الطاقم الطبي المنهك. وأعربت الفرق الصحية عن قلقها من أن استمرار الأوضاع على هذا النحو خلال الأيام القادمة قد يؤدي إلى كارثة صحية حقيقية.
المياه الملوثة.. القاتل الخفي
ويُرجح أن يكون نهر النيل هو المصدر الرئيسي للعدوى، حيث اضطرت العائلات إلى جمع المياه من النهر باستخدام العربات التي تجرها الحمير، بعد انقطاع الكهرباء الذي أدى إلى توقف إمدادات المياه النظيفة.
في ظل هذه الظروف القاسية، يناشد العاملون في المجال الصحي السلطات والمنظمات الدولية بسرعة التدخل قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة تمامًا.