الكوليرا تفتك بكوستي.. هل نتحول إلى بؤرة وبائية خطيرة؟

تفاقمت أزمة وباء الكوليرا في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، حيث سجّل العاملون في القطاع الصحي ارتفاعًا حادًا في أعداد المصابين، وسط عجز المستشفيات عن استيعاب الحالات المتزايدة.

عجز المستشفيات.. ومرضى ينتظرون في العراء

أفاد مواطنون أن مستشفى كوستي الحكومي استقبل عشرات المرضى يوم الخميس 20 فبراير 2025، لكن عدم توفر مراكز عزل أجبر الكثيرين على قضاء ساعات طويلة في الفناء الخارجي للمستشفى دون علاج مناسب.

وأكد مصدر طبي أن المستشفى وصل إلى مرحلة العجز التام، حيث استقبل نحو 500 حالة إصابة مؤكدة، رغم ضعف البنية التحتية ونقص الكوادر الطبية والمحاليل الوريدية.

وقال المصدر:“الأوضاع خرجت عن السيطرة، والسبب الرئيسي هو المياه غير الآمنة وانتشار الذباب، مما وفر بيئة خصبة لتفشي الوباء”.

وفيات بالمئات واستغاثات للمنظمات الدولية

كشف مواطن يُدعى زهير أن عدد الإصابات تجاوز 600 حالة، بينها 60 حالة وفاة، محذرًا من أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير بسبب ضعف عمليات الحصر والإبلاغ.

وأضاف:“معظم السكان، خاصة في مراكز الإيواء والأسواق، يعتمدون على مياه غير آمنة تُنقل بواسطة عربات الكارو، مما يعجل بانتشار المرض”.

فيما أشارت متطوعة إنسانية إلى أن مستشفى كوستي أوقف استقبال المصابين الجدد بسبب الاكتظاظ الشديد، واضطر الأطباء إلى علاج المرضى في العراء عبر تقديم محاليل وريدية على الأرض.

وحذّر الأهالي من أن الحكومة المحلية عاجزة عن التعامل مع الأزمة، داعين إلى تدخل منظمة الصحة العالمية بشكل عاجل لتوفير العلاج والدعم اللوجستي، حيث يُعد غياب المحاليل الوريدية السبب الرئيسي للوفيات.