واصلت مليشيا الدعم السريع هجماتها الوحشية على قرى ريفي أبو قوتة بولاية الجزيرة، حيث استمرت الاعتداءات لثلاثة أيام متتالية مستهدفة أكثر من 140 قرية، من بينها الكتير العوامرة، الأريك، الزهراب، السواجير، الطيار، والشقياب، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
نهب وقتل واستهداف ممنهج
أسفرت الهجمات عن اغتيال المواطن آدم علي الزبير حاج أحمد المحبوب، بعد أن نهبت المليشيا أكثر من مائة رأس من الماشية التي يمتلكها، فيما سقط عدد غير محصى من الشهداء في قرية الطيّار، حيث لم يتمكن الأهالي من توثيق جميع الضحايا بسبب الأوضاع الأمنية الحرجة.
فرض إتاوات ونهب منظم
كشف شهود عيان لـ”مؤتمر الجزيرة” أن مليشيا الدعم السريع تفرض فديات مالية على سكان كل قرية في ريفي أبو قوتة، تتراوح بين خمسة إلى ثمانية ملايين جنيه شهريًا، بدعوى توفير الحماية لهم، في حين يتم تحويل هذه المبالغ من المغتربين لدعم ذويهم.
ورغم هذه الفديات، تواصل المليشيا نهب الثروة الحيوانية الضخمة في المنطقة، كما تفرض على السكان إطعام عناصرها، مما يزيد من معاناة الأهالي الذين يعانون أصلاً من أوضاع إنسانية كارثية.
600 شهيد.. والكارثة تتفاقم
وفقًا لمصادر محلية، فقد تجاوز عدد الشهداء في ريفي أبو قوتة وحدها أكثر من 600 شهيد منذ اجتياح مليشيا الدعم السريع لولاية الجزيرة، في تصعيد دموي غير مسبوق يستهدف تفريغ المنطقة من سكانها ونهب مواردها، وسط صمت دولي يثير التساؤلات حول مصير آلاف المدنيين العالقين في دائرة النار.