رصد | نافذة السودان
في خطوة عسكرية مفصلية، أعلن الجيش السوداني، السبت، دخوله مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، مما يمثل تقدمًا استراتيجيًا كبيرًا في معركته ضد ميليشيا الدعم السريع. تزامن هذا الإنجاز مع توقعات خبراء عسكريين بإمكانية حسم المعركة لصالح الجيش خلال أسابيع قليلة، استنادًا إلى الانتصارات الميدانية المتتالية والانشقاقات المتزايدة في صفوف الميليشيا.
التفاصيل:
كشف اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، الخبير العسكري المصري، أن نجاح الجيش السوداني في تحرير ود مدني يُعد ضربة قاصمة لمركز الثقل المتبقي للدعم السريع، خاصة بعد تحرير ولايتي القضارف وسنار. وأوضح أن الجيش أحكم حصاره على الميليشيا عبر محاور متعددة، مما أجبرها على التخلي عن مواقعها بولاية الجزيرة.
وأشار الخبير إلى أن ود مدني، بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، تلعب دورًا حيويًا في ربط ولايات السودان الكبرى، فضلاً عن كونها مركزًا صناعيًا وتجاريًا رئيسيًا، يقطنه نحو 12 مليون نسمة.
عوامل ضعف الدعم السريع:
الانشقاقات الداخلية: برزت منذ نوفمبر الماضي، وأبرزها انشقاق القوات التابعة للقائد الميداني أبو عاقلة كيكل، مما أضعف اتزان الميليشيا. العقوبات الدولية: فرضت الخارجية الأميركية عقوبات على قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما أثر سلبًا على معنويات الميليشيا وقادتها. الخسائر الميدانية المتسارعة: أدت إلى تراجع قدرة الميليشيا على القتال بكفاءة، وفقًا للمراقبين العسكريين.
توقعات المرحلة القادمة:
أكد الخبير العسكري المصري أن الجيش السوداني يقترب من اقتحام العاصمة الخرطوم وتحرير القصر الرئاسي، مستفيدًا من الزخم العسكري الحالي. وأضاف أن هذا الإيقاع الميداني السريع يجعل من الممكن حسم المعركة والسيطرة على كامل الأراضي السودانية في غضون أسبوعين إلى شهر تقريبًا.
تُمثل السيطرة على ود مدني نقطة تحول استراتيجية في الصراع، تعزز موقف الجيش السوداني ميدانيًا ومعنويًا، بينما تضعف فرص الدعم السريع في استعادة توازنه. ومع استمرار الانتصارات العسكرية والانشقاقات الداخلية في صفوف الميليشيا، يبدو النصر النهائي قريبًا أكثر من أي وقت مضى.