رصد – نافذة السودان
الجيش السوداني يستنزف “الدعم السريع” ويتقدم نحو ود مدني
في خضم الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، تقترب القوات المسلحة السودانية من تحقيق مكاسب عسكرية جديدة، إذ باتت على بعد 20 كيلومتراً فقط من مدينة ود مدني، ثاني أكبر مدن السودان وعاصمة ولاية الجزيرة.
تطورات ميدانية وتحولات استراتيجية
أفاد المتحدث السابق باسم الجيش السوداني، العميد محمد بشير سليمان، أن تفوق الجيش يعود إلى بنيته المؤسسية القائمة على تدريب منهجي وخبرة قتالية راسخة. وأشار إلى أن الجيش تمكن من تجاوز صدمة الانقلاب الذي خططت له قيادة “الدعم السريع”، وبدأ في بناء قواته عسكرياً ولوجستياً عبر استنفار شعبي وتطوير خطط قتالية تتفوق على أساليب الميليشيات.
وفي السياق نفسه، أكدت تقارير عسكرية أن الجيش، المدعوم بقوات الحركات المسلحة و”درع السودان”، استعاد السيطرة على مناطق استراتيجية منها ود المهدي، محلية أم القرى، ومصنع سكر غرب سنار، إلى جانب انتصارات كبيرة في جبهات الخرطوم والفاشر.
تراجع قوات “الدعم السريع”
تشير التقديرات إلى أن قوات “الدعم السريع” تواجه نقصاً حاداً في الموارد البشرية والمالية، ما دفع قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى دعوة أنصاره لتجنيد مليون مقاتل جديد. كما لجأت القوات إلى تجنيد الأطفال واستجلاب مرتزقة من الخارج لتعويض خسائرها الميدانية.
ورغم ذلك، يرى بعض المراقبين أن تراجع “الدعم السريع” في مناطق مثل سنجة والدندر يمثل تغييراً تكتيكياً وليس انهياراً شاملاً. فقد بدأت هذه القوات تعتمد على المناورة العسكرية بالانسحاب من المناطق المكشوفة والتمركز في مناطق حدودية يصعب على الجيش استهدافها.
حرب استنزاف طويلة الأمد
بحسب الأمين العام لضباط الصف والجنود المتقاعدين، محمد نور، فإن الحرب المستمرة منذ أكثر من 19 شهراً أرهقت الطرفين بشكل كبير. وأضاف أن “الدعم السريع” لا يزال يسيطر على أكثر من 60% من مساحة السودان، مع التركيز على المناطق الغنية بالإمدادات القريبة من الحدود مع جنوب السودان.
ورغم التقدم الميداني للجيش، يتوقع الخبراء أن الحرب ستستمر كمعركة استنزاف طويلة، حيث يسعى كل طرف إلى تحسين موقفه التفاوضي في نهاية المطاف.
استنتاجات المراقبين
بينما يعتمد الجيش على خبرته المؤسسية واستراتيجياته القتالية، تظل قوات “الدعم السريع” تواجه تحديات تتعلق بالإمدادات والتنظيم. ومع ذلك، فإن قدرة الطرفين على استدامة الحرب مرهونة بالتطورات الميدانية والتدخلات الإقليمية والدولية، مما يجعل الحوار السلمي الخيار النهائي لإيقاف النزاع.