رصد – نافذة السودان
البرهان والحرب الكلامية مع تنظيم الإخوان
اندلعت السبت حرب كلامية عنيفة بين قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقيادات في تنظيم الإخوان، الذي تقاتل كتائب تابعة له إلى جانب الجيش في الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 ضد قوات الدعم السريع.
خلفية التوتر
بدأت المواجهة الكلامية بعد تصريحات أدلى بها عبد الحي يوسف، القيادي في “الحركة الإسلامية” السودانية التي تضم تنظيم الإخوان. هذه التصريحات أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السودانية، وتبعتها تغريدة من المصباح طلحة، قائد كتيبة البراء التي تقاتل بجانب الجيش.
تصريحات عبد الحي يوسف
في ندوة عقدها في مركز مقاربات للتنمية السياسية بإسطنبول، أشاد عبد الحي يوسف بالدور الذي تلعبه الكتائب الإخوانية في تقدم الجيش ببعض المناطق. لكنه انتقد البرهان ووصفه بأنه “ضعيف ولا يحترم المواثيق”، مدعياً أن الإخوان “موجودون داخل مكتبه”. كما حمل البرهان مسؤولية تمركز قوات الدعم السريع في مواقع استراتيجية بالعاصمة دون موافقة الجيش.
رد البرهان
في كلمة ألقاها بمنطقة أم درمان العسكرية، أكد البرهان أن الجيش “ملك لكل السودانيين وليس لجهة بعينها”، مضيفاً: “من لديه مقاتلون فليأتِ ليأخذهم”. كما وصف تصريحات يوسف بأنها “كذب” ووصفه بـ”الشخص الضلالي والتكفيري”.
تصعيد من المصباح طلحة
لم تتأخر الردود، إذ نشر المصباح طلحة تغريدة على فيسبوك يدافع فيها عن يوسف وينتقد البرهان. هذه التصريحات أثارت غضباً بين كبار ضباط الجيش، ودعا بعضهم إلى استبعاد كتيبة البراء والكتائب الإخوانية من الجيش بسبب ما وصفوه بـ”المخاطر الكبيرة” التي تهدد المؤسسة العسكرية.
دور الإخوان في الجيش
تأتي هذه التطورات في ظل اتهامات واسعة لتنظيم الإخوان باختطاف الجيش والسيطرة على قراره. فمنذ استلامهم السلطة في عام 1989، أجرى التنظيم تغييرات جذرية في هيكلة الجيش وفرض رقابة تنظيمية صارمة عليه. ورغم الإطاحة بنظام البشير في 2019، إلا أن نفوذ الإخوان داخل الجيش لا يزال ملموساً.
انقسامات داخل التنظيم
تشهد “الحركة الإسلامية” السودانية انقسامات حادة، إذ عُقدت مؤخراً اجتماعات لمجالس الشورى، كشفت عن خلافات داخلية كبيرة. ورغم انتقادات البرهان السابقة لهذه الاجتماعات، إلا أن مراقبين يشيرون إلى وجود تماهي بين الأجهزة الأمنية والعدلية والتنظيم.
انعكاسات التوتر
التصعيد الأخير يعكس حالة الاضطراب داخل الجيش السوداني بسبب ارتباطه بالكتائب الإخوانية. ومع تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية، يظل مستقبل العلاقة بين الجيش والتنظيم مفتوحاً على كافة الاحتمالات.