رصد | نافذة السودان
كشفت تقارير عسكرية أن داعمي مليشيا الدعم السريع لا يعتمدون فقط على استراتيجية تعدد مصادر التسليح كجزء من حرب الوكالة، بل يستخدمون أيضًا استراتيجية التصعيد عبر التسليح، والتي تُعد من أبرز الأدوات المستخدمة في الحرب السودانية.
التصعيد بالتسليح.. تكتيك لم يحقق أهدافه
شهدت الحرب في السودان خلال الفترة من يوليو 2023 حتى منتصف 2024 تصاعدًا حادًا في حجم ونوعية الأسلحة التي وصلت إلى مليشيا الدعم السريع من عدة دول وموردين، مما أدى إلى زيادة رقعة القتال وتعزيز القوة القتالية للمليشيا. ورغم هذا التصعيد، إلا أن المليشيا فشلت في تحقيق أي اختراق عسكري حاسم، حيث لم تنجح في فرض واقع عسكري جديد أو تحقيق نصر استراتيجي يغير ميزان القوى.
فشل المليشيا في استغلال الدعم العسكري
رغم الكميات الضخمة من الأسلحة المتدفقة، إلا أن عدم كفاءة قوات المليشيا كان السبب الرئيسي في إفشال استراتيجية التصعيد عبر التسليح. من جهة أخرى، تكيفت القوات المسلحة السودانية مع التكتيكات القتالية والأسلحة الجديدة التي وصلت إلى المليشيا، مما أدى إلى تحييد تأثير الدعم العسكري غير المباشر.
الانتقال إلى التدخل المباشر بعد انهيار المليشيا
مع تراجع مليشيا الدعم السريع وفقدانها زمام المبادرة العسكرية، تحولت الدول الداعمة لها إلى التدخل المباشر عبر عدة محاور:
إرسال وحدات مرتزقة محترفة من أمريكا اللاتينية (كولومبيا) لدعم المليشيا ميدانيًا.
فرض مناطق نفوذ محظورة جوياً وإلكترونياً باستخدام تقنيات متقدمة، بإشراف مستشارين عسكريين مرتزقة.
تنفيذ عمليات هجومية جوية بالطائرات المسيرة، وهو نفس الأسلوب الذي تستخدمه تشاد في عملياتها داخل السودان لدعم المليشيا.
الهبوط المباشر لطائرات إمداد السلاح في مناطق سيطرة المليشيا لتقليل الفارق الزمني لوصول الإمدادات ومنع الانهيار الكامل لقوات الدعم السريع.
ارتفاع تكلفة دعم المليشيا.. عبء استراتيجي على داعميها
مع استمرار الفشل العسكري للمليشيا وتزايد التدخلات المباشرة، ارتفعت تكلفة دعمها سياسيًا وعسكريًا، مما يجعلها عبئًا ثقيلًا على مموليها. ومع تحسن الموقف العسكري السوداني على الأرض، تزايدت احتمالات توسع دائرة الحرب إلى مواجهة إقليمية، خاصة مع التوترات المتصاعدة بين السودان وبعض الدول الداعمة للمليشيا.
اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب
