أثارت صورة رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وهو يحتضن طفلًا في مدينة الحصاحيصا، تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رآها الكثيرون تعبيرًا صادقًا عن امتنان الشعب للجيش على الوفاء بوعده بتطهير البلاد من الميليشيات المسلحة.
دفء المشاعر بين القائد والشعب
عكست الصورة مدى التلاحم بين البرهان والمواطنين، حتى الأطفال منهم، إذ ظهر الرئيس وهو يجوب المناطق المحررة دون إجراءات أمنية مشددة، في إشارة إلى ثقته في الشعب ورغبته في التواصل المباشر معهم. وبعد مغادرته، يبقى التساؤل في ذهن ذلك الطفل وأقرانه: كيف سيكون السودان بعد الحرب؟.
تحديات ما بعد الحرب.. مشروع وطني جديد
رغم الفرحة بتحرير المناطق السودانية، إلا أن البلاد تقف أمام تحديات كبيرة تفوق صعوبة الحرب نفسها، حيث يتطلب الأمر مشروعًا وطنيًا شاملًا يعيد بناء ما دمرته الحرب، ويعيد صياغة أولويات المرحلة المقبلة، بعيدًا عن التجاذبات السياسية، وبالتركيز على إعمار السودان.
مواسم الفرح بانتصارات الجيش
وسط الاحتفالات المتتالية بانتصارات الجيش في الخرطوم والجزيرة وسنار، برز مشهدان يحملان رمزية كبيرة:
1. صورة الطفل والبرهان في الحصاحيصا، كدليل على تجدد الأمل في مستقبل أفضل.
2. مشهد هروب المتمردين عبر جسر جبل أولياء، حيث تكدست مركباتهم بالهزيمة والحسرة، بعد انهيار مشروع آل دقلو المسلح.
الجيش ينتصر على ميليشيات مدعومة إقليميًا ودوليًا
رغم الدعم العسكري الإقليمي والدولي الذي تلقته الميليشيات، إلا أن الجيش السوداني انتصر بعقيدته الوطنية، وبفضل القوات المساندة التي قاتلت بشجاعة، مؤمنةً بأن سيادة الدولة وكرامة الشعب خط أحمر لا يمكن المساس به.
البرهان وجولاته الميدانية.. رسالة قوة وثقة
شهدت الأسابيع الأخيرة جولات ميدانية مكثفة للبرهان، حيث زار خطوط القتال وعانق المواطنين بشجاعة نادرة، مؤكدًا أن قائد المرحلة القادمة يجب أن يكون قريبًا من الشعب وليس معزولًا في القصور.
إعادة بناء الدولة.. التحدي الأكبر
مع اقتراب تحرير العاصمة بالكامل، تتزايد المسؤوليات على القيادة، حيث يواجه السودان واقعًا صعبًا يتمثل في:
منازل مدمرة ونازحين بحاجة إلى العودة.
مدارس متهالكة ومستشفيات منهوبة.
مقار حكومية مسروقة تحتاج إلى إعادة تأهيل.
وعليه، فإن التحدي الأساسي للبرهان وحكومته القادمة هو إعادة بناء السودان بعيدًا عن المصالح السياسية الضيقة، وبالتركيز على احتياجات المواطنين الحقيقية.
